ارتباك الخريطة البرامجية لكل القنوات الفضائية والأرضية واختفاء البرامج السياسية المرتبطة بالأحداث الجارية وصعود برامج المنوعات والمسابقات.. أعراض تصاب بها قنوات التليفزيون المصري والفضائيات بمجرد بدء شهر رمضان، ويحفظها عن ظهر قلب المشاهد الذي ينتظر الجديد من العام للعام، لكنه لا يحدث إلا في أندر الأحوال.
من بين البرامج الدينية، التي تعرض علي شاشة رمضان، هناك ١٦ برنامجا مشهورا، بينها «الجنة في بيوتنا» لعمرو خالد ويذاع علي «الراي» و«الرسالة» و«رسائل خالد الجندي» علي «الفضائية المصرية» و«المبشرات» لمفتي الجمهورية علي جمعة، علي «الرسالة».
أما برامج المنوعات فيوجد أكثر من ٢٠ برنامجاً، أشهرها «خمس نجوم» لهالة سرحان، و«مانع وممنوع» للميس الحديدي، و«البيت بيتك» لمحمود سعد وتامر أمين، و«الناس وأنا» لحسين فهمي، و«المواجهة» لعمرو الليثي، و«الشقة» لهند صبري، و«الفرصة» لطوني خليفة، هذا بخلاف برامج الترفيه والمسابقات والفوازير والكاميرا الخفية وبرامج الأطفال.
بين هذا الكم الهائل احتار المشاهدون بحثاً عن برامج ترضي أذواقهم وتهدف إلي توصيل رسالة معينة، تعوضهم عن غياب البرامج السياسية، لكن الوجبة البرامجية الدسمة لم تسمن أو تغني من جوع إلا ببرنامجين أو ثلاثة علي أكثر تقدير.
المنتج طارق نور لمس ثمة مجهود مبذول في برامج رمضان هذا العام، لكنه أكد أن العدد كبير والمضمون متشابه فيما عدا ثلاثة برامج اعتبرها الأفضل بين المعروض حالياً، وهي «مانع وممنوع»، حيث يري أن لميس محاورة جيدة وخرجت بهذا البرنامج من القالب السياسي، و«الناس وأنا» لأنه من البرامج الهادفة التي تحمل رسالة إلي الجمهور،
أما برنامج «الشقة» فيراه «نور» جديدا و«مش بطال»، ولكن الجمهور سيمل منه سريعاً لغياب هند صبري عن الضيف، مؤكداً أن شهرة البرنامج من شهرة مقدمته. وفيما عدا هذه البرامج يري «نور» الباقي متشابها ومكررا ولا يوجد فيه أي جديد.
دكتورة عزة عزت، أستاذ الإعلام في جامعة المنوفية، لاحظت ارتفاع مستوي الدراما التليفزيونية هذا العام عن البرامج، لأنها ككل عام تدور في الاتجاه نفسه دون تغيير، وقالت: البرامج كلها تدور في موضوعات واحدة والضيوف يتكررون، مثلما حدث في الأسبوع الأول من رمضان.
برامج الوكالات الإعلانية هي الأنجح في التليفزيون لمعايير تسويقية وإعلانية.. هكذا أكد دكتور طلعت أسعد، أستاذ التسويق والإعلان في جامعة المنصورة، مشيراً إلي أن هذه البرامج «مصروف عليها كويس عشان تجيب إعلانات»، ومع ذلك يري أن برامج هذا العام لم ترق إلي المستوي المطلوب، وتعاني مشكلة معينة، وهي عدم وجود برنامج متميز يمكن تفضيله علي المسلسلات التي تعرض في التوقيت نفسه.
وأرجع «أسعد» هذا التراجع إلي المساحات المحددة مسبقاً لبرامج رمضان علي التليفزيون المصري، والتي لم تتغير منذ سنوات طويلة، مشيراً إلي أن برامج الفضائيات، التي يصعب حصرها، تسببت في ازدحام الخريطة وضياع مضمون كل البرامج.